رَحَلَ رَمَضَانُ وَالنُّورُ بَاقٍ،
يُضِيءُ القُلُوبَ وَيَسْكُنُ الأَرْوَاحَا.
انْقَضَى الصِّيَامُ وَخَفَتَتْ تَرَاوِيحُهُ،
وَلَكِنْ هَلْ خَمَدَ الشَّوْقُ وَانْطَوَى؟
في جَوْفِ اللَّيْلِ، هَلْ نَزَالُ نَقُومُ؟
أَمْ خَطَفَ التَّعَبُ مِنَّا العَزْمَا؟
وَالمُصْحَفُ الَّذِي كُنَّا نَحْمِلُهُ،
هَلْ يَغْبُرُ فِي زَوَايَا النِّسْيَانِ؟
يَا نَفْسُ، مَاذَا بَقِيَ فِيكِ؟
مِنْ مَدْرَسَةِ التَّقْوَى فِي شَهْرِنَا؟
هَلْ رَقَّ القَلْبُ وَانْشَرَحَتْ نَفْسُهُ؟
أَمْ عَادَ صُلْبًا كَمَا كَانَ أَمْسِ؟
وُعِدْنَا بِالمَغْفِرَةِ، وَسَالَتْ الرَّحْمَةُ،
وَابْتَعَدَتِ النَّارُ عَنَّا، فَهَلْ صَبَرْنَا؟
هَلْ تَصْمُدُ القُلُوبُ فِي مِحْنَتِهَا،
أَمْ تَعُودُ لِلذُّنُوبِ كَمَا كَانَتْ؟
لَا تَجْعَلُوا رَمَضَانَ أَثَرًا زَائِلًا،
كَنَقْشٍ فِي الرِّمَالِ تَحْمِلُهُ الرِّيَاحُ.
بَلِ اجْعَلُوهُ نُورًا دَائِمًا،
يَهْدِي خُطَانَا حَتَّى نَلْقَى اللهَ.
يَا رَبِّ، ثَبِّتْنَا بَعْدَ رَمَضَانَ،
وَاجْعَلْ قُلُوبَنَا خَاشِعَةً فِي ذِكْرِكَ.
إِنْ كَانَ رَمَضَانُ قَدْ رَحَلَ،
فَلَا تَدَعْنَا نَرْحَلُ عَنْكَ أَبَدًا.
تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ